القدر والواقع يلتقيان بأطفال الشوارع

نحن لسنا مجرمين نحن ضحايا
لماذا يخاف الناس منا دائمًا، هل نحن حقًا نُسبب لهم الخوف؟ أم أننا مثل الفيروس يريدون التخلص منه؟
دائمًا يُراودني هذا السؤال عندما أرى معاناة هؤلاء الضحايا في الشوارع. فإن ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة منتشرة في جميع المجتمعات حول العالم، ستجدهم في كل الشوارع نائمين يعملون ويصارعون مصيرهم المجهول. فالشارع هو بيتهم، حيث يواجهون فيه جميع أنواع العنف الجسدي والعاطفي والجنسي واللفظي والنفسي. والمؤسف أن المجتمع نفسه يعد جزءًا من مشكلة استخدام هذا العنف تجاه هذه النفوس البريئة التي تتراوح أعمارها بين (4-15).
عندما بدأت رحلتنا مع هؤلاء الضحايا، اكتشفنا مدى خطورة الحياة البائسة التي يواجهونها كل يوم من العنف واللا إنسانية. فقد قابلت صبي صغير كان يحاول كسب المال لينقذ أمه المريضة. فلا يغيب عن ذهني ما قاله لي "أنا كل ما أريده هو أن أوفر علاج لأمي كي تعيش، فهي كل ما أملك في الحياة".جميع المستشفيات ترفض استقبالها لعدم وجود بطاقة هوية أو مالٍ كافٍ لمصاريف العلاج. هؤلاء الأطفال لم يختاروا مصيرهم ليكونوا فقراء أو مجرمين أو لإظهار حقيقة كونهم ضحايا في المجتمع. كل ما يريدونه هو أن يسمع المجتمع صوتهم ويحقق لهم الأمن والأمان. فهناك العديد من الأطفال الآخرين الذين لا نعرف عنهم شئاً.
في عام 2014، وجدت السلطات المصرية أن هناك حوالي 16 ألف شاب وطفل يعيشون حياة مأساوية في الشوارع. وقال جوناثن كريكس رئيس قسم الإعلام، يونيسيف - مصر، إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تعتقد أن هذا التقدير أقل بكثير عن الأعداد الفعلية.
في عام 2016، بدأت السلطات المصرية باتخاذ خطوات للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع وهذا بإطلاق البرنامج القومي "أطفال بلا مأوى" الذي يهدف إلى "دمج" أطفال الشوارع ومساعدتهم على "التخلي عن سلوك الشارع". والجدير بالذكر أن المجلس القومي للطفولة والأمومة ( قام بأطلاق إستراتيجية لحماية وتأهيل أطفال الشوارع في مصر.
أطفال الشوارع هم ضحايا جهل المجتمع والفقر هو مصير لا تستحقه هذه النفوس البريئة، فعلينا جميعًا أن نعرف أننا جزء من هذه المعاناة. فعلى المجتمع الاهتمام بهذه القضية وتوفير مراكز لتأهيل هؤلاء الأطفال نفسيًا ومهنيًا والقضاء على الفقر.
أترك_بصمتك#
Comments