عربة الحواديت: وسيلة نقل المعرفة

على طرف أحد حقول قرية نائية، يجلس مجموعة من الأطفال تحت شجرة يستظلون بها. تعكس أشعة الشمس صورتهم على مياه الترعة التي بجانبهم. وتمامًا كأشعة الشمس المفعمة بالحيوية، يجلس هؤلاء الأطفال وهم يمنون أنفسهم بقضاء يوم آخر يمنحهم فرصة جديدة لتوسيع آفاقهم واكتشاف مهاراتهم المدفونة.

فبمجرد أن تراهم ستشعر بروحهم المتقدة التي لم يطفئها الانتظار. وإذ بسيارة تسير نحوهم، تحاول التغلب على الطريق غير الممهد للوصول إليهم سريعًا. وأخيرًا تقف السيارة المنشودة ويترجل منها رجلًا حاملًا كتبه و قصصه ليحكي للأطفال قصة أخرى ذات درس جديد، وتشرئب أعناقهم وتتسع حدقة أعينهم من شدة الفرح والحماس. هذا الرجل هوهيثم السيد و سيارته هي "عربة الحواديت".

بدأت الحكاية عندما وجد هيثم طفلة تقترب منه لتسأله عن الشيء الذي يمسكه في يده، وكانت الصدمة بالنسبة إليه أن يجد طفلة لا تعلم أن هذا العالم به ما يسمى "مجلة أطفال". شعر بالأسى الشديد حيالها هي وغيرها من آلاف الأطفال المحرومين من فرص التعليم وحق المعرفة. ويشاء القدر أن يجعل هذه الطفلة مصدر إلهام لبدء مشروع ساعد في تغيير مستقبل العديد من أطفال القرى الفقيرة.

"عربة الحواديت" هي مبادرة فردية أسسها هيثم السيد بمساعدة فريقه عام 2015. تقوم فكرة المبادرة على سيارة تجوب القرى النائية والمناطق الفقيرة الخالية تمامًا من قصورالثقافة أو مراكز الشباب، حيث يجتمع هيثم وفريقه بالأطفال لتثقيفهم من خلال سرد الحكايات والقصص بشكل ممتع.

ونجحت المبادرة في توزيع 53 ألف كتاب على أطفال القرى في 9 محافظات مختلفة. ولا يكتفي الفريق فقط بتوزيع الكتب على الأطفال، بل من أهداف المبادرة أن يلتقي الفريق بالأطفال عدة مرات طالبين منهم شرح ما تعلموه من القصص، ومن يمكنه فعل ذلك يحصل على قصة أخرى. حينذاك زاد اهتمام الأطفال بقراءة القصص وفوجئ الفريق برد فعل الأطفال ومدى تجاوبهم. وعلى إثر ذلك بدأ الفريق في تنظيم مسابقات لقياس مدى استفادة الأطفال ممّا قرأوه وخصصوا جوائز لم تقتصر فقط على توزيع قصص أخرى بل وأيضًا تنظيم رحلات إلى بعض الأماكن الأثرية في مصرعلى نفقتهم الخاصة. حيث استطاعوا عقد 260 فعالية تضم هذه المسابقات مما حفز الأطفال أكثرعلى القراءة والتعلم.

لقد ساهم هيثم بفكرة بسيطة في محاربة الفقرعلى طريقته الخاصة، والآن حان دورنا للمساعدة. اترك بصمتك وبادر بتقديم الدعم من خلال التبرع أو التطوع لمثل هذه المبادرات.

لمعرفة المزيد اضغط هنا

اترك بصمتك